القائمة الرئيسية

الصفحات

قبل ان نشرع في شرح الدرس الاول في مادة الفلسفة الخاصة بالشعب الادبية، ينبغي التذكير ان هناك ثلاث اشكاليات ستقابلكم خلال موسم دراسي كامل، (تقريبا كل فصل تقراو اشكالية)، وتحت كل اشكالية توجد مشكلات،، يعني دروس ومقالات ومواضيع مختلفة.

مثلا الاشكالية الاولى اسمها -في ادراك العالم الخارجي- وهي تضم 5 مشكلات (دروس) وهي كالتالي :


🔶1 الاحساس والادراك
🔶2 اللغة والفكر
🔶3 الشعور واللاشعور
🔶4 الذاكرة والخيال
🔶5 العادة والارادة


هدو كامل يساعدو الانسان باش يدرك العالم الخارجي ويتكيف معاه بشكل ملائم.
لذالك سميت الاشكالية الاولى "في ادراك العالم الخارجي"، لان الانسان لايمكنه ادراك عالمه الخارجي بدون هاته الضروريات من حواس وعقل ولغة وذاكرة وشعور وغيرها.


وباعتبار ان كل دروس ومقالات الفلسفة هي جديدة عليكم، ينبغي ان تعرفوا عدد الاسئلة المحتملة في كل مشكلة، لانه امر ضروري حتى تستوعبوا كل درس على حدا و كي لا تقعوا في اي خطأ مستقبلا.

ينبغي ايضا معرفة كل التعاريف الخاصة بالدروس، قصد فهمها وحفظها، وهذا حتى يتسنى لكم توظيفها في المقدمة اثناء تحرير المقالات.


لنبدء على بركة الله.. اول خطوة هي شرح المصطلحات:

- تعريف الإحساس :
هو حادثة فيزيولوجية بسيطة تتم عن طريق الحواس الخمس بهدف تحقيق التكيف وهو يمثل "الحواس".

- تعريف الإدراك :
هو عملية عقلية معقدة لتفسير و تأويل الإحساسات لتتحقق صورة في العقل بهدف تحقيق التكيف مع العالم الخارجي وهو يتمثل في "العقل".
دعونا نواصل..


 الاسئلة الفرعية التي ستصادفك في هذا الدرس هي كما يلي :

- س1 : ما هو مصدر المعرفة، هل هو العقل ام الحواس؟

الاجابة ستكون من خلال ابراز الجدال القائم بين مدرستين تقليديتين هما المدرسة العقلية والمدرسة الحسية.

- س2 : ماهو مصدر الادراك، هل هو راجع للعوامل الذاتية ام العوامل الموضوعية!؟

الاجابة ستكون من خلال ابراز الجدال القائم بين مدرستين حديثتين هما المدرسة الظواهرية والمدرسة الجيشتالتية.


ملاحظة :

قد يصادفك سؤال عام وشامل حول هذا الدرس بهذه الطريقة؛؛

هل الاحساس والادراك منفصلان ام متصلان!؟

الاجابة هنا ستكون من خلال إدراج موقفين..

م1 : المدارس التقليدية هي التي كرست "العلاقة الانفصالية" بين الاحساس والادراك.

م2 : المدارسة الحديثة هي التي كرست "العلاقة الاتصالية" بين الاحساس والادراك.

الاحساس يتمثل في الحواس الخمسة.
والادراك يتمثل في العقل.


- فالمدرسة العقلية تعتبر ان العقل هو مصدر المعرفة وهو الذي يساعد الانسان في تحقيق تكيفه مع عالمه الخارجي، وذلك يكون بدون الحاجة الى الحواس.

- اما المدرسة الحسية فهي تعتبر ان الحواس هي مصدر المعرفة وهي من تساعد الإنسان في التكيف مع عالمه الخارجي، وذلك يكون بدون الحاجة الى العقل.

وبالتالي تعنت كل مدرسة وتركيزها على موقفها واهمال موقف المدرسة الاخرى هو الذي كرس العلاقة الانفصالية بين الاحساس والادراك او بين العقل والحواس.

بالعامية العقليون قالو بلي العقل هو الصح والحواس ماعندها حتى دور.
والحسيون قالو بلي الحواس هي الاهم وبلي العقل ماعندو حتى فايدة.


كما ان كل مدرسة لها حججها الخاصة،، وطبعا الامثلة كثيرة ومتعددة.
سأدرج اهم الحجج في عناصر كما يلي :

⭕ حجج المدرسة الحسية هي ؛

- الحواس هي مصدر المعرفة. 
-الانسان لايمكنه تحقيق التكيف مع عالمه الخارجي دون وجود الحواس.
-الحواس الخمسة ضرورية للانسان والدليل هو ان غيابها في الجسم يسبب عجزا في تكيفنا مع محيطنا الخارجي. 
مثال ذلك هو ان الانسان الذي يفتقد لحاسة البصر يعاني في حياته وفي تنقله واستيعابه للمدركات الخارجية،،
- غياب حاسة اللمس والذوق هي كذلك معرقلة للانسان، والدليل على ذلك اننا لانستطيع التفريق بين الحلو و المر او بين البارد والحار وبين القريب والبعيد.
- غياب الحواس يعني عدم قدرة الانسان على تكيفه مع محيطه الخارجي.
- (مسلمة) لاحاجة لنا للعقل مادام ان الحواس الخمسة متوفرة،، فالعقل لايستوعب ماتستوعبه حواسنا.

التلخيص ضروري ومهم جدا في مادة الفلسفة.
ينبغي عليكم تلخيص الحجج في عناصر او رؤوس اقلام بهذه الطريقة وحين تكونون في الامتحان، إبدأوا بالتوسع بالحجج والافكار والامثلة التي كنتم قد حفضتموها من قبل
.

⭕ حجج المدرسة العقلية هي ؛
تزعم هذا المدرسة كل من سقراط ارسطو وافلاطون؛ 

- العقل هو مصدر المعرفة، والانسان لايمكنه تحقيق التكيف مع محيطه الخارجي لولا وجود العقل. 
- العقل ضروري في فهم ادق التفاصيل التي تعجز حواسنا عن ادراكها.
- غياب العقل في الانسان او اصابته بأي خلل يفقد صاحبه القدرة على الوعب والادراك والاستيعاب.
مثال ذلك هو ان الانسان النريض عقليا لايمكنه ادراك مسألة رياضية.
- العقل لايكذب ،، بينما الحواس تخدعنا.
مثال ذلك هو رؤية عصا مغطوسة في الماء باستخدام حاسة البصر، نراها ملتوية، بينما هي في الاصل مستقيمة لان العقل يدرك ان الماء هو سبب إلتوائها عكس حاسة البصر التي خدعتنا.
رؤية طائرة في السماء صغيرة الا اننا باستخدام عقلنو نستنتج ان الطائرة كبيرة وان صغر حجمها راجع لبعدها فقط.


والاكيد طبعا انه إذا صادفتنا مقالة جدلية حول مصدر المعرفة، فإن اجابتنا لها ستكون من خلال ابراز حجج وبراهين كل موقف ثم "المزج بين الموقفين" اثناء "التركيب"

لان الانسان في حاجة الى عقله وحواسه معا حتى يتحقق له التكيف مع عالمه الخارجي.



📛ملاحظة:
مرة اخرى انوه ان التلخيص ضروري ومهم جدا في مادة الفلسفة 
ينبغي عليكم تلخيص الحجج في عناصر او رؤوس اقلام بهذه الطريقة واثناء وجودكم في الامتحان، إبدأوا بالتوسع بالحجج والافكار والامثلة التي كنتم قد حفضتموها سابقا.



ما قمنا بشرحه قبل قليل يمثل الجزء الاول من المشكلة الاولى..
عالجنا فيها الجدال القائم بين المدارس التقليدية حول المصدر الحقيقي للمعرفة،، وهما المدرسة العقلية والمدرسة الحسية.


اما الجزء الثاني والاخير من هذا الدرس، فهو يتعلق بالعوامل المساعدة في تحقيق الادراك، والذي تطرقت اليه المذاهب الحديثة ممثلة في المدرسة الظواهرية والمدرسة الجيشتالتية.. موضحة بذلك العلاقة الإتصالية التي ينبغي ان تربط بين الإحساس والإدراك قصد تحقيق التكيف الامثل للانسان مع محيطه الخارجي.


بشكل ملخص، فإن موقف المدرسة الظواهرية حول العوامل الضرورية لتحقق الادراك هو ان عملية الإدراك تحدث عندما تتفاعل الذات المدركة مع الموضوع المدرك وان الإدراك متعلق اساسا بالحالة الشعورية الراهنة للانسان او الذات، وبالتالي تتغير ادركاتنا بتغير احوالنا الذاتية، وهذه العوامل تتمثل في :


1 - الحالة النفسية (قلق،سعادة،تعب،راحة)

 2 - الذكاء والمستوى العقلي

3 - سرعة البديهة

4 - الشعور الداخلي للفرد

5 - سلامة الأعضاء التي تتدخل في عملية الإدراك كالعين والعقل و حواسه الأخرى إضافة إلى عوامل أخرى...إلخ.

 وخلاصة موقفهم هي أن الإدراك الجيد للعالم الخارجي يتحدد إنطلاقا من العوامل الذاتية الموجودة في جسم الإنسان.



اما موقف المدرسة الجيشتالتية بشكل عام :

في اعتقادهم ان الانسان حتى يصبح قادرا على إدراك مختلف المواضيع والاشياء الموجودة في عالمه الخارجي، لابد اولا أن يكون الشيئ الذي يريد إدراكه و فهمه أي"الموضوع_المدرك" ، ينبغي أن يتميز بعوامل تثير انتباه الإنسان وتضطره إلى إدراكه بطريقة أفضل، وأهم تلك العوامل هي :


1 ـ قانون التجاور : 

ويعني أن الموضوعات إذا تجاورت في صيغة معينة فإنها تفرض على المدرك أن يدركها حسب الوضعية الموجودة عليها .

2 ـ قانون التشابه : 

من حيث الشكل واللون والحجم والسرعة والحركة فالأشياء المتشابهة تحتم علينا أن ندركها مختلفة عن غيرها .

3 ـ قانون الاستمرار :

الذي يفرض إدراك الموضوع على صيغة معينة إذا انتظم مثلا في شكل نقاط مستمرة.

4 ـ قانون الإغلاق :

فالإنسان بطبيعته عندما يرى شيئا ناقصا فإنه يدركه كاملا فهو يميل إلى إغلاق ذلك النقص و يدرك ذلك الشيئ او الموضوع بشكل كامل.

5 ـ قانون الشكل والأرضية :

يحتم على المدرك إدراك الشكل وتمييزه عن الأرضية دون أن يحدث العكس ، فكانت العوامل الموضوعية هذه هي المتحكمة في العملية الإدراكية ، وأهملت هذه النظرية العوامل الذاتية وينسحب هذا على كل الحواس ، فنحن ندرك مثلا اللحن الموسيقي ككل وليس أصوات وأنغام صادرة عن آلات موسيقية كل على حدى . 


في الأخير يمكن ان نقول أن كل مدرسة أبرزت موقفها فيما يخص طريقة الإدراك جامعةً في ذلك ضرورة وجود ذات مدركة (الكسرة تحت الراء) وموضوع مدرك.


🔶 فالظواهريين إهتموا بالعوامل الذاتية دون نفي الموضوع، كعامل الصحة الجسمية والنفسية، العوامل الاجتماعية العادات والتقاليد وغيرها..

🔶 والجيشتالتيين إهتموا بالعوامل الموضوعية دون نفي ضرورة وجود الذات ليتحقق الإدراك، كعامل التقارب، عامل التشابه، عامل الإغلاق، الشكل والأرضية وغيرها..وكأنهما أحدثا "إتصالا وثيقا" بين الإحساس والإدراك.


والاكيد طبعا انه إذا صادفتنا مقالة "جدلية" حول عوامل الادراك، فإن اجابتنا لها ستكون من خلال ابراز حجج وبراهين كل موقف ثم "المزج" ايضا بين الموقفين اثناء "التركيب"

على سبيل المثال هذا السؤال :

هل تتحدد عملية الإدراك إنطلاقا من العوامل الذاتية أو العوامل الموضوعية؟

الاجابة ستكون من خلال المزج بين الموقفين، لأنه حتى يتحقق الإدراك ينبغي توفر العوامل الذاتية و العوامل الموضوعية معا.

لذلك يقال : *لا وجود لإدراك دون وجود ذات مدركة و موضوع مدرك*




سننشر مقالة كاملة ومتكاملة حول هذا الموضوع، انتظرونا في الدرس القادم ان شاء الله.

لاتنسى مشاركة المنشور مع اصدقائك حتى تعم الفائدة جميع من يعنيهم الامر.

لتصلك جميع منشوراتنا، تابعنا بواسطة الايمايل الخاص الموجود اسفل الموقع

صفحتنا على الفايسبوك 

#باك_فلسفة_لكل_الشعب

تحياتيツ 💚

الفيسلوف الجزائري

DzPhilo.blogspot.com








هل اعجبك الموضوع :

تعليقات