مرحبا بك عزيزي الطالب في الدرس الثاني من السلسلة التعليمية التي بدأناها سوياً لشرح دروس ومقالات الفلسفة للشعب العلمية، والتي نحاول من خلالها تقديم شروحات مميزة ومواضيع جد بسيطة و ملخصة، تكون ثرية بمضامينها وليس بعدد أسطرها.
وكما اعتدنا ان نفعل، يجب عليكم اولا معرفة كل التعاريف الخاصة بالدروس بغية فهمها ثم حفظها، وهذا حتى يتسنى لكم توظيفها في المقدمة اثناء تحرير المقالات.
وينبغي كذلك ان تعرفوا عدد الاسئلة المحتملة في كل مشكلة او درس، لانه امر ضروري حتى تستوعبوا كل موضوع على حدا و كي لا تقعوا في اي خطأ مستقبلاً.
لنبدء على بركة الله..
اول خطوة هي شرح المصطلحات و المفاهيم:
المشكلة : هي ذلك السؤال البسيط الذي يخص صاحبه، ويسبب له الحيرة في قضية ما، ويحاول من خلاله البحث عن حلول واجابات لموضوع بحثه.
الاشكالية : هي ذلك السؤال العام والمعقد الذي يسبب الدهشة والاحراج لصاحبه، وهو لايحتمل اجابة واحدة، بل قد لا نجد جوابا له اطلاقا لانه تساؤل عام وشامل وتنطوي تحته عدة تساؤلات، كما ان هذا النوع من الاسئلة يترك جميع من يطرحونه في جدال مفتوح واختلاف دائم.
الاسئلة المحتملة في هذا الدرس هي مجرد سؤال واحد فقط ولكنه قد يأتي في عدة صيغ من بينها :
هل يمكن التمييز بين المشكلة والإشكالية؟
ما الفرق بين المشكلة والإشكالية؟
ما طبيعة العلاقة بين المشكلة والإشكالية؟
والملاحظ كذلك ان الاجابة على هذا السؤال تكون بواسطة استخدام منهجية المقارنة والتي تعد اسهل وابسط منهجية كونها تضم الخطوات التالية :
- مقدمة
- اوجه التشابه
- اوجه الاختلاف
- اوجه التداخل
- ابراز الموقف الشخصي
إذن اعزائي الطلبة يكفي ان تحفظوا اوجه المقارنة التي ذكرناها وانتهى الامر.
ركزوا معي جيدا في كيفية تحرير مقالة حول هذا الموضوع بدون اي جهد يذكر.
ملاحظة : سنقوم بالتوقف للشرح وقتما اقتضت الضرورة ذلك.
و بما ان موضوع مقالتنا ينطلق اساساً من مفهوم مشترك الا وهو "السؤال" ممثلا في مجموعة من المشكلات والإشكاليات التي قد يقع فيها الانسان ويحاول من خلالها البحث عن الحقيقة وإيجاد حلول لها، فلابد إذن ان يكون "التمهيد" مشيراً بطريقة او بأخرى الى هذا التحدي البشري.
مقدمة :
ان الانسان كائن فضولي يعيش في عالم يعج بالغموض والعلوم والتساؤلات، ويسعى بفطرته للبحث عن الحقيقة والوصول الى حلول واجابات في شتى المجالات، قصد إشباع غريزته الذهنية والوصول الى حقائق ثابتة، مستخدما في ذلك السؤال،
هذا الاخير الذي يعرف بانه عملية إستدعاء المعرفة قصد الوصول الى جواب.
والواقع يثبت ان هناك عدة تصنيفات من الاسئلة، كالاسئلة البسيطة الروتينية التي نطرحها غالباً في حياتنا اليومية.
مثل :
ماذا تفعل؟ كم عمرك؟ ماهي شعبتك!؟
اضافة الى الاسئلة العملية التي تثير فينا انفعالاً نفسياً بسبب شدة وقعها علينا كالاسئلة العلمية والاسئلة الفلسفية، هذه الاخيرة التي تكون احياناً عبارة عن مشكلات وإشكاليات، والملاحظ ان الكثير لايستطيع التمييز بين المشكلة والاشكالية، فبعضهم يعتقد انهما مختلفان ولايوجد اي عنصر مشترك بينهما، فحين يرى آخرون عكس ذلك وانهما وجهان لعملة واحدة.
لاحظ كيف انني قمت بتعريف "السؤال" وشرح مفهومه مدعما ذلك بأمثلة
ومن اجل رفع اللبس والغموض عن هذا الموضوع وجب علينا طرح التساؤل التالي :
هل هناك علاقة بين المشكلة والاشكالية !؟
او بسؤال اخر، ماهي اوجه التمايز ببن المشكلة والاشكالية!؟
العرض :
بما ان منهجية المقارنة تقتضي منا فقط ذكر اوجه الاختلاف والتشابه واوجه التداخل بين الموضوعين اللذين نحن بصدد المقارنة بينهما، وبغرض التلخيص ومحاولة تغيير الصورة النمطية التي اخذها تلاميذ الشعب العلمية عن مادة الفلسفة، سأضع لكم الحجج الرئيسية في شكل عناصر ونقاط حتى يسهل عليكم فهمها اولا ثم حفظها.
أوجه الاختلاف :
تختلف المشكلة والإشكالية في عدة نقاط هي كالتالي :
🔸 الاختلاف في المعنى اللغوي والاصطلاحي
فالإشكالية هي ذلك السؤال العام والشامل حول قضية معينة، والذي تحدث بسببه ضجة واسعة وسط الناس وجدالاً كبيرا بين اهل الاختصاص.
مثلا : كم يبلغ اتساع الكون!؟
اما المشكلة فهي سؤال بسيط يخص صاحبه ويثير فيه انفعالا شخصي ورغبة في الوصول الى حلول.
مثلا : لماذا ولدت في هذا البلد؟
🔸 المشكلة ضيقة والاشكالية واسعة
اي ان المشكلة قد تتضمن سؤال واحد وإجابة واحدة حول قضية شخصية،، بينما الاشكالية تكون اوسع من ذلك لانها تضم تحتها عدة تساؤلات اخرى بإعتبارها قضية عامة.
🔸 المشكلة هي جزء من الاشكالية وهي تستخدم كقضية او سؤال فرعي للوصول الى الاشكالية.
🔸الاشكالية عادة ماتكون عبارة عن اسئلة فلسفية تسفر لنا عن عدة اجابات مثيرة للجدل، بينما المشكلة تكون في الغالب سؤال عملي يستدعي بعض الاجتهاد للوصول الى جواب ثابت ومطلق.
🔸المشكلة تسبب لصاحبها بعض القلق والدهشة بينما الاشكالية، تسبب له احراج وتشوش ذهني كبير.
🔸يمكن ايجاد جواب للمشكلة، بينما يصعب إن لم نقل يستحيل ايجاد جواب او حل للاشكالية.
🔸المشكلة لاتأخذ وقت وجهد كبيرين لحلها بينما الاشكالية تتطلب امكانيات مادية وبشرية ضخمة لتفسيرها، من تحليل ودراسة وبحث معمق، وبالتالي يبقى مجال حلها مفتوحاً دائماً.
🔸وفي الاخير نخلص الى ابرز اوجه الاختلاف بينهما، وهو ان الاشكالية اكبر واوسع من المشكلة وهي ترتبط عادة بأسئلة فلسفية تمثل معضلة حقيقية امام فضول الانسان المتنامي، وتكون غالبا اكثر تعقيدا وغموضا من المشكلات التي يسهل عادة حلها.
اوجه التشابه :
تشترك المشكلة والإشكالية في عدة نقاط هي كالتالي :
🔸 تشترك المشكلة والاشكالية في كونهما يسعيان معا للوصول الى اجابات وحلول.
🔸يشتركان في كونهما يثيران الدهشة والحيرة والقلق في نفسية الانسان.
🔸كلاهما يجبران الانسان للمثابرة اكثر في ايجاد اجابات مقنعة وإدراك المزيد من الحقائق.
🔸 كما ان كلاهما يستخدم المنهج العقلي التأملي بهدف تفسير المعضلات العلمية والظواهر الفلسفية المختلفة.
🔸كلاهما قضية تثير الذهن وتدفع صاحبها للتفكير ملياً لإيجاد اجوبة وحلول.
اوجه التداخل :
تتداخل المشكلة والإشكالية في عدة نقاط هي كالتالي :
🔸العلاقة التي تربط المشكلة والاشكالية هي علاقة الجزء من الكل والكل من الجزء، فالمشكلة جزء لا يتجزأ من الاشكالية كما ان هذه الاخيرة هي التي تحتضن جميع المشكلات والقضايا التي تندرج تحتها.
🔸المشكلة تؤثر في الاشكالية، وهي تساعدنا بشكل او بآخر في الاقتراب من حل وفهم الاشكالية.
مثلا : محاولة حل متتالية رياضية من الدرجة X، تستدعي منا الالمام بالمشكلات الرياضية الجزئية، كالقدرة على الحساب، ومعرفة الارقام والرموز وحفظ جدول الضرب، وغيرها من الجزئيات الضرورية الواجب تعلمها قبل محاولة حل هذه المتتالية.
🔸الاشكالية تؤثر في المشكلة، بإعتبار ان هذه الاخيرة تحتاج الى فهم وتتبع ما اسفرت عنه الاشكاليات الكبرى من نتائج وحلول، وبالتالي اذا كانت المشكلة في حاجة للبحث عن حلول جزئية فهي كذلك في حاجة للوصول الى اجابات وحلول عامة وكلية.
إبراز الموقف الشخصي وتبريره :
في الاخير نستنتج ان المشكلة والإشكالية يختلفان من الجانب النظري في بعض النقاط خاصة من ناحية التعريف والمفهوم، ولكن هذا لا يمنع من وجود تكامل وتداخل وظيفي بينهما، فالمشكلة جزء من الإشكالية وهي اقل اتساعا وشمولا منها، كما ان كلاهما يهدفان الى استدعاء المعرفة.
امل انكم استفدتم معنا في هذا الدرس البسيط والسريع، لان هدفنا ليس نشر المقالات الطويلة بقدر ما نود نشر جوهر الموضوع من حجج وبراهين في شكل عناصر حتى يسهل عليكم فهمها وإستيعابها يوم الامتحان.
تحياتيツ💚
🔴 🔵
🔴🔴 🔵🔵
🔴🔴🔴 🔵🔵🔵
🔴🔴🔴🔴 🔵🔵🔵🔵
🔴🔴🔴🔴🔴 🔵🔵🔵🔵🔵
لاتنسى مشاركة المنشور مع اصدقائك حتى تعم الفائدة جميع من يهمهم الامر.
لتصلك جميع منشوراتنا، تابعنا بواسطة الايمايل الخاص بك في الخانة الموجودة اسفل الموقع
صفحتنا على الفايسبوك
https://m.facebook.com/BACphilosophy/
الفيسلوف الجزائري
DzPhilo.blogspot.com
تعليقات
إرسال تعليق