القائمة الرئيسية

الصفحات

مرحبا بكم طلبتنا الاعزاء زوارنا الكرام في السلسلة التعليمية المميزة التي انطلقنا فيها لشرح دروس ومواضيع مادة الفلسفة لتلاميذ الاقسام النهائية، سواء كانوا احرار او نظاميين وهذا بإختلاف شعبهم التعليمية.

إذن دعونا نواصل مع بعض في نشر باقي المقالات التي قد تصادفكم يوم الامتحان.
درسنا لهذا اليوم سيتمحور حول المشكلة الرابعة من الاشكالية الاولى لشعبة اداب وفلسفة، والمتمثلة في الذاكرة والخيال.


وكما اعتدنا ان نفعل، يجب عليكم اولا معرفة كل المفاهيم الاصطلاحية الخاصة بالدرس بغية فهمها ثم حفظها، وهذا حتى يتسنى لكم توظيفها في المقدمة اثناء تحرير المقالات.
وينبغي كذلك ان تعرفوا عدد الاسئلة المحتملة في كل مشكلة او درس، لانه امر ضروري حتى تستوعبوا كل موضوع على حدا و كي لا تقعوا في اي خطأ مستقبلاً.

لنبدء على بركة الله..
اول خطوة هي شرح المصطلحات و المفاهيم :



🔶اولا الذاكرة :
هي ملكة عقلية تخزن المدركات اليومية للإنسان و تسترجعها عند الضرورة.
🔶ثانيا التخيل او الخيال :
هو ملكة عقلية تسترجع الصور وتقوم بإبتداع صور جديدة عن طريق التخيل.

لاحظ ان الذاكرة و الخيال يشتركان في خاصية الإسترجاع.
ففي الذاكرة انا اقوم مثلا بإسترجاع ذكريات طفولتي، وفي الخيال انا كذلك اقوم بعملية إسترجاع تلك الذكريات ولكن عن طريق تخيلها في ذهني.
ابذلوا جهدكم في تسبيق اسلوب الفهم على الحفظ.



ثاني خطوة هي تحديد الاسئلة المحتملة في هذا الدرس:
تنقسم الاسئلة العامة في هذه المشكلة إلى ثلاث اقسام رئيسية :

🔴اسئلة خاصة "بالذاكرة" وهي كالتالي :

1️⃣ هل الذاكرة من طبيعة مادية متواجدة في الدماغ ام انها من طبيعة نفسية مستقرة في النفس ؟

2️⃣هل الذاكرة من طبيعة فردية ام من طبيعة اجتماعية ؟

3️⃣ هل النسيان ايجابي ام سلبي ؟
سنجيب لاحقاً، ولكن قبل ذلك لابد من التنويه ان الطبيعة الفردية للذاكرة في السؤال الثاني، يقصد بها الطبيعة المادية والنفسية معاً لان الدماغ والنفس يتواجدان في الفرد او الانسان.


🔴اسئلة خاصة "بالخيال" وهي كالتالي :

4️⃣ماهي طبيعة الخيال؟ او من اين نستمد تصوراتنا التخيلية؟


5️⃣هل الابداع ناتج عن عوامل ذاتية او اجتماعية ؟

🔴اسئلة خاصة "بالذاكرة والخيال معاً" وهي كالتالي :

6️⃣ماهي العلاقة بين الذاكرة والخيال ؟ او قارن بين الاثنين؟
الاجابة ستكون من خلال توضيف منهجية المقارنة.

وفي الاخير نلاحظ ان مشكلة "الذاكرة والخيال" تحتمل 6 مقالات.


المقالة الاولى : تخص طبيعة الذاكرة
تنطلق مقالتنا من هذا السؤال :
هل الذاكرة من طبيعة مادية متواجدة في الدماغ ام انها من طبيعة نفسية مستقرة في النفس ؟

وكما تلاحظون جميعا فإن المقالة تضم موقفين (الماديون+النفسانيون)، كلا الموقفين يدافعان عن فكرة ان الذاكرة موجودة في الفرد، ولكن نقطة الخلاف بينهما هي مكان تواجدها بالضبط في جسم الإنسان، فالموقف الاول يعتبر مكان تواجدها بالدماغ، بينما الموقف الثاني يلح على تواجدها في اعماق النفس.

اجابتنا للسؤال ستكون كما يلي :

مقدمة :

ملاحظة: سأقسم اجزاء المقدمة حسب الخطوات المتعارف عليها في المنهجية الجدلية.
"تمهيد + تعريف المفاهيم الاساسية"
ان الانسان كائن حي فضولي يسعى لادراك عالمه الخارجي ويحاول التكيف معه بواسطة وسائل معينة تميزه عن باقي الكائنات الاخرى، فهو يتنفس ويفكر، كما انه يتذكر ليسترجع معارفه التعليمية
الماضية قصد الاستمرار والتأقلم وهذا بإستخدام الذاكرة التي تعرف بأنها ملكة ذهنية تخزن المدركات والمعلومات السابقة وتسترجعها عند الضرورة،،
"عرض الجدال الفلسفي"
وحول هذه الاخيرة شاع اختلاف بين الفلاسفة والمفكرين حول طبيعتها وكيفية استرجاع الذكريات، فمنهم من اعتبر انها من طبيعة فيزيولوجية مادية وبالضبط في الدماغ، ومنهم من يعتبر انها متواجدة في اعماقنا الداخلية وبالتالي أرجعها الى الطبيعة النفسية..
"طرح الاشكال الفلسفي"
وعليه وجب علينا طرح التساؤل الفلسفي كما يلي :
هل حقا الذاكرة من طبيعة مادية ام انها من طبيعة نفسية!؟



الموقف الاول :
النظرية الفيزيولوجية (المادية) :

ﻳﺮﻯ انصار ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ وعلى رأسهم "ريبو" اﻥ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭاﻥ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺗﺨﺰﻥ ﻭﺗﺴﺘﺮﺟﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻧﻔﺴﻪ..
وقد أكد ريبو أن ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ فزيولوجية ﻭﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ على ذلك ﻫﻮ ﺍﻥ ﺇﺻﺎﺑﻪ ﺍﻟﻤﺦ بأﻱ ﺣﺎﺩﺙ أو تلف على مستوى خلايا الدماغ فإن ذلك ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎﻳﺆﻛﺪ ﺍنها ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺦ أو الدماغ ﻭبالتالي ﻫﻲ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ فيزيولوجية ﻣﺎﺩية.
ولقد قسم ريبو أنواع الذاكرة داخل الدماغ إلى ثلاث ؛
الذاكرة الحسية : تخزن بسرعة و تنسى بسرعة.
الذاكرة قصيرة المدى : تقتضي من صاحبها الإنتباه للأشياء التي التي يريد حفظها و عدم نسيانها.
الذاكرة طويلة المدى : تقتضي من صاحبها بذل جهد في التمعن و التأمل للمدركات حتى يزيد تثبيتها على مستوى الدماغ دون أن ينساها...


النقد :
لايمكن إنكار دور الدماغ في تخزين وإسترجاع الذكريات، لكن كيف نفسر الحالات التي يفقد فيها الإنسان ذكرياته دون إصابة الدماغ بأي تلف!؟
إذن فالذاكرة ليست مرتبطة بالدماغ وإنما بأمور داخلية اخرى.

"لاحظ أن النقد دائما يكون ممهداً للموقف الثاني"



الموقف الثاني :
النظرية النفسية :

يرى انصار هذا الموقف أيضا وعلى رأسهم "برغسون" أن ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ موجودة في جسم الانسان وﻟﻜﻨﻪ نفى ان تكون من طبيعة مادية او انها مستقرة في الدماغ، بل اكد على ان جميع عمليات الذاكرة من تذكر واسترجاع وتخزين او نسيان، كلها تتم في حياتنا النفسية، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎبينه بمسلمة ﻋﻨﺪﻣﺎ قال أن ﻫﻨﺎﻙ أﺷﺨﺎﺻﺎ ﻳﻔﻘﺪﻭﻥ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﺩﻭﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻱ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻤﺦ ﻭأﻛﺪﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ "ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ احياناً ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ فعلياً ﻋﻠﻰ ﺇﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ.
لذلك قسم برغسون الذاكرة إلى نوعين :
-ذاكرة حركية : هي الذكريات الحركية التي تقوم على التكرار كالتعود على الكتابة فأنا لا أتذكر الظروف التي تعلمت فيها و هذه الذكريات تخزن على مستوى الدماغ.

-ذاكرة نفسية : و حسب برغسون تمثل هذه الذاكرة الأصل في تخزين وإسترجاع الماضي لأنها مرتبطة بالأحوال النفسية الشعورية.

ﻓﻤﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﺩﻣﻮيا في ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ﻭﻳﺆﺛﺮ ﻓﻴﻚ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﺈﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﻫﺪﺗﻬﺎ ﺗﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻋﻤﺎﻕ اﻟﻨﻔﺲ أو مايسمى بالأنا العميق ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻟﺘﻈﻬﺮ على ساحة "الشعور" خاصة إذا إرتبطت بمنبه او اشارة معينة، أﻱ أنك ستتذكر ذكرياتك المنسية ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ ﺣﺎﺩﺛﺎ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻛﺒﺮﻙ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ.

النقد :
لكن اصحاب هذا الموقف وبالرغم من تبريرهم لطريقة استرجاع الذكريات إلا انهم بالغو في اهمالهم لدور الدماغ وعجزو عن تحديد مكان تواجد الذكريات بالضبط.

التركيب :
من خلال ما سبق ذكره يمكننا القول بأن الذاكرة هي من طبيعة مادية فيزيولوجية وكذلك من طبيعة نفسية، فمن الخطأ إعتبارها عملية آلية محضة تابعة للدماغ فقط، ومن الخطأ ايضا إعتبارها عملية نفسية فقط، فكلاهما يمثلان جوهر الذاكرة ويساعدان الانسان في تخزين واسترجاع الذكريات والمدركات السابقة.

حل المشكلة :
في الاخير يمكن ان نقول ان عمليات التخزين والاسترجاع التي  تكون على مستوى الذاكرة، لا تتم بعامل واحد فقط، فلا النفس وحدها قادرة على مساعدة الانسان في استرجاع مدركاته السابقة ولا الدماغ وحده قادر على ذلك، بل إن تحقق كل هذه العمليات يكون بتكامل كل العوامل مع بعضها البعض، لان الامر يستدعي حالة نفسية مستقرة من جهة وسلامة الدماغ من جهة اخرى، دون ان دور العامل الاجتماعي في تحقيق تلك الغاية.


المقالة الثانية : 
هل الذاكرة من طبيعة فردية ام من طبيعة اجتماعية ؟
او قد يصادفكم هذا السؤال في الامتحان بعدة صيغ اخرى :

1_ هل الذاكرة من طبيعة فردية أم اجتماعية ؟
2_ هل أساس حفظ الذكريات الجانب الفردي أم الاجتماعي ؟
3_ هل التذكر عملية مرتبطة بالآخر أم أنها لا تتعدى حدود الشخص؟
4_ هل ما يمتلكه الشخص من ذكريات خاصة به يعني استبعاد للأثر الاجتماعي في تكوينها؟ 
5_ قيل "انني اذا أردت التذكر فإن الغير يساعدني في ذلك لان ذاكرته تساعد ذاكرتي".. حلل وناقش

وللاجابة على هذا السؤال يكفي ان نحدد الموقفين اولا متبوعاً بالحجج اللازمة.

الموقف الاول :
"الذاكرة من طبيعة فردية"
الاكيد طبعا ان انصار هذا الموقف، هم نفسهم فلاسفة النظرية المادية والنظرية النفسية، بإعتبار ان كلاهما يؤكد أن عمليات التخزين والاسترجاع في الذاكرة تكون على مستوى جسم الانسان، سواء في شقه الفيزيولوجي المتمثل في "الدماغ" او في شقه البسيكولوجي المتمثل في "النفس"،، ومادام ان الدماغ والنفس يوجدان في الفرد، فإننا بذلك يمكننا إدراج حجج النظريتين في الدفاع على هذا الموقف.

🔴وبالتالي إذا صادفتك أطروحة على سبيل المثال تقول :
دافع عن الاطرحة القائلة : "الذاكرة من طبيعة فردية"

كل ماعليكم القيام به هو ان تقوموا بذكر النظريتين في الموقف الاول (النظرية المادية+النظرية النفسية) لأن كلاهما يندرج تحت الفرد.
ونقيضه سيكون الموقف الذي يعتبر ان الذاكرة من طبيعة إجتماعية.

الموقف الثاني :
"الذاكرة من طبيعة اجتماعية" او مايعرف بالنظرية الاجتماعية

يرى أصحاب هذا الموقف وعلى رأسهم "هالفاكس و دور كايم" أن ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ليست من طبيعة فردية سواءاً مادية أو نفسية، وإنما هي ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ خالصة و أن جميع ذكرياتنا تخزن داخل ذاكرة الجماعة التي تحفظها من الزوال وتساعد على إسترجاعها.. 

الحجج :
ﺣﻴﺚ ﻳﻌﺘﺒﺮ "دوركايم" أن ﺟﻤﻴﻊ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻨﺎ ﺗﺨﺰﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻭﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺧﻴﺮ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ هاما ﻓﻲ ﺗﺨﺰﻳﻦ ﻭ ﺇﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ.
ﻓﻤﺜﻼ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻳﺴﺘﻌﻴﻦ الانسان بشخص اخر من المجتمع ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺬﻛﺮ ذكرياته ومدركاته السابقة.
ﻓﺎﻟﻤﺠﺎﻫﺪ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻱ حين يريد تذكر أحداث ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ سنوات الخمسينات من القرن الماضي ﻓﺈﻧﻪ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺬﻛﺮﻫﺎ ﻛﻠﻬﺎ، مايضطره الى الاستعانة ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ عاشها وكل ﻟﺤﻈﺔ مر بها ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ التحريرية، لذلك فإن ذكرياتنا هي روابط مشتركة بين أفراد المجتمع وهي مخزنة بداخل ذاكرة الجماعة وليس الفرد.

 وما ﻳﺆﻛﺪ كذلك اﻥ "ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ" ﻫﻮ ﺍﻥ ﺗﺨﺰﻳﻨﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ لغات ﻭعادات وﺛﻘﺎﻓﺎﺕ مكتسبة يكون الفرد قد تعلمها واخذها ﻣﻦ صلب ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ. 

وبالتالي ﻓﺎﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻳﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍ ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﺨﺰﻳﻦ و إﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﺎﺕ، مايجعل من ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ذات ﻃﺒﻴﻌﺔ وخصوصية ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ بحتة.


النقد :

لكن أصحاب هذا الموقف أخلطو بين طبيعة الذاكرة والعوامل المساعدة لها، لان المجتمع عامل مساعد لنا أثناء التذكر لا أكثر ولا أقل، كما أنه من المستحيل القول أن جميع الذكريات مشتركة داخل المجتمع لانه لكل فرد ذكرياته الخاصة التي لايعرفها غيره من أفراد المجتمع.

التركيب :
ان تحديد طبيعة الذاكرة تقتضي اولا وجود تفاعلات مباشرة ومتكاملة بين التأثيرات الاجتماعية والنفسية والجسمانية، فإذا كان الفرد هو الحجر الاساسي في تخزين الذكريات وبناءها واسترجاعها، فإن العامل الاجتماعي يمثل شرطاً هاما في إثراء وتكوين هذه الاخيرة، باعتبار ان الفرد هو جزء لايتجزأ من التركيبة الاجتماعية والذاكرة الجماعية.

حل المشكلة :

مانستنتجه في الاخير هو ان الذاكرة بعملياتها المختلفة من تخزين واسترجاع، تبقى عملية عقلية معقدة تساهم في تحديد طبيعتها عدة عوامل منها العامل الفردي ممثلا في الجانب المادي (الدماغ) اضافة الى الجانب الشعوري النفسي، دون اهمال دور العامل الاجتماعي الذي يدخل في تركيبة الذاكرة كأداة اجتماعية مساعدة.



المقالة الثالثة :
هل النسيان ايجابي ام سلبي ؟
او قد يكون في صيغ اخرى :
 هل النسيان حالة طبيعية أم مرضية ؟
هل يعتبرالنسيان تحطيما لوظيفة الذاكرة أم دعما لها ؟
هل عجز الذاكرة عن اداء وظيفتها يعتبر مرضا ؟
هل النسيان يعيق التكيف أم يساعد عليه ؟
هل النسيان ملكة للذاكرة أم آفة لها ؟
هل فقدان الإنسان لذكرياته يعتبر حالة عادية أم مرضية؟

لاداعي للقلق او الحيرة، فكل هذه الاسئلة تصب في وعاء واحد وهو ايجابيات وسلبيات النسيان"، هل هو مفيد للذاكرة ام لا!؟"
الاجابة ستكون بسيطة جدا من خلال تحديد الايجابيات في الموقف الاول و السلبيات في الموقف الثاني في شكل عناصر ونقاط مع ضرورة الشرح والاكثار من الامثلة يوم الامتحان. 




مقدمة :
ارجو منكم التركيز على خطوات المقدمة، فهي جد مهمة لتعطي انطباعاً حسناً في نظر المصحح.

تمهيد
إن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه يسعى دائما إلى التكيف والتأقلم مع العالم الخارجي ومتغيراته و يلجأ في ذلك إلى عدة آليات..
تعريف المفاهيم الاساسية للمقال
من بينها "الذاكرة" والتي تعرف بأنها وظيفة نفسية تتمثل في القدرة على حفظ الخبرات الماضية وإسترجاعها عند الحاجة..
إلا أن الإنسان يعجز أحيانا عن إسترجاع هذه الأحداث وهذا ما يعرف "بالنسيان" الذي يعرف هو الاخر بأنه الفقدان النهائي او المؤقت لما حفظته الذاكرة من مدركات سابقة..
عرض الجدال الفلسفي
وقد أثارت طبيعة هذه الظاهرة جدلا واسعا بين المفكرين والفلاسفة فانقسموا إلى تيارين متعارضين، تيار يرى بأن النسيان ظاهرة طبيعية ايجابية ملازمة للذاكرة، وتيار اخر يرى أن النسيان ظاهرة مرضية سلبية تهدد استقرار الذاكرة وتعيقها عن أداء وظيفتها.
طرح التساؤل الفلسفي
هذا الجدال الواقع بينهم جعلنا نطرح الإشكال التالي : 
هل النسيان إيجابي أم سلبي ؟ و بمعنى اخر، هل من مصلحة ذاكرتنا أن تنسى أحيانا ؟ هل النسيان مفيد لذاكرتنا ؟


الموقف الاول : "النسيان ايجابي وهو حالة طبيعية"
من اهم انصار هذا الموقف نجد :
"غوسدورف، دولاي، نيتشه، برغسون" و يبرر هؤلاء موقفهم بالحجج و البراهين التالية:

■ إن النسيان له فاعلية نفسية إيجابية تحقق للإنسان التكيف والتأقلم مع عالمه الخارجي.

■ للنسيان إنعكاسات إيجابية على مختلف جوانب حياة الإنسان النفسية، الفكرية والإجتماعية و لولاه لبقي الإنسان محصورا في زاوية الماضي، فالذاكرة ليس في وسعها حفظ كل آثار الماضي و إستعادتها بل ينتقي الإنسان ماهو ضروري و موافق لإهتماماته وتطلعاته والمواقف التي يمر بها.




■ إن النسيان يعود إيجابا على الإنسان في مختلف جوانب حياته، فعلى الصعيد النفسي فإن النسيان يعد شرطا للإستمرارية والوجود الإنساني لأنه يمكننا من نسيان الماضي الأليم، و لولاه لأصبحت حياتنا جحيما لا يطاق ولمات الإنسان هما وغما، فالإنسان الذي يفقد أعز أقربائه إذا لم ينسى هذا الحادث بمرور الوقت فإن هذا قد يشكل له أزمات ومشاكل نفسية لذلك فهو بمثابة الدواء الذي يعيد للنفس توازنها. 
يقول غوسدورف "النسيان شرط اساسي لإستمرار الوجود".


■ إن النسيان ظاهرة طبيعية عادية لأنه حالة موجودة عند كل البشر لهذا يقال "سمي الإنسان إنسان لكثرة النسيان" فهو ملازم للذاكرة و شرط من شروط سلامتها لأن الذاكرة لا يسعها أن تحفظ كل الأحداث التي عاشها الإنسان بدقائقها و تفاصيلها فالذاكرة التي تحفظ كل شيء تثبط الإنسان وتعيق تكيفه مع العالم الخارجي.


■ وكذلك إجتماعيا فإن النسيان وسيلة مثالية لمحو الأحقاد والصراعات وإعادة تجديد الروابط الإجتماعية..
فالواقع يثبت أن نسيان الماضي كان حلا لكثير من المشاكل الاجتماعية والتاريخ مليء بالشواهد التي تبرز فضل النسيان، كالصراعات الطويلة التي دامت بين الدول في الحروب العالمية، الا انهم اليوم يشكلون تحالفات قوية.

■ أما فكريا فإن النسيان يمكن الإنسان من تجديد افكاره وتطويرها خاصة الأفكار والمعتقدات الخاطئة، كما أن الذكريات التي لا نحتاجها فإنه من الأفضل لنا نسيانها حتى يتسنى لنا حفظ ذكريات جديدة، فذاكرة الإنسان أشبه بالذاكرة الإلكترونية لا يمكنها أن تخزن كل شيء لذلك لابد من مسح و نسيان ما لا نحتاجه. 
فالتلميذ الذي إجتاز شهادة الباكالوريا مطالب بنسيان تلك المعلومات التي حفظها لأنه لم يعد بحاجة إليها وحتى يتسنى له حفظ معلومات جديدة و إلا أصيبت ذاكرته بالتضخم يقول دولاي " النسيان حارس الذاكرة".


النقد :

لا يمكن إنكار اهمية النسيان ومحاسنه على حياة الإنسان، إلا أن هذا لا يعني إعتباره إيجابي دائما فما يعاب على هذا التيار هو تجاهله للجانب السلبي للنسيان، فكثيرا ما يشكل عائقا امام الإنسان وسببا في إخفاقه مثل طالب الباكالوريا الذي ينسى يوم الإمتحان، كما أنه يعيق تكيفه مع محيطه الخارجي ويسبب له مشاكل داخل المجتمع، فالإنسان الذي ينسى مواعيده و إلتزاماته المهنية يتهمه المجتمع بالتهاون والتقصير، كما لا يصح للإنسان أن ينسى من أساء إليه ليس حقدا وإنما فطنة وإحترازا.


الموقف الثاني : "النسيان سلبي وهو حالة مرضية"
من اهم انصار هذا الموقف نجد "دوغاس، ريبو، برغسون" ويؤكد هؤلاء موقفهم بالبراهين والحجج والتالية :

■ للنسيان إنعاكاسات سلبية على مختلف جوانب حياة الإنسان النفسية، الفكرية والإجتماعية كما يتجلى في عدة أمراض تصيب الذاكرة.


■ يعتبر ريبو أن النسيان حالة مرضية حيث يفسره تفسيرا ماديا، أي أن النسيان ناتج عن إصابات على مستوى الدماغ وذلك من خلال تجربة منطقة بروكا المسؤولة عن حفظ اللغة التي أثبتت أن فقدان الإنسان لبعض الذكريات سببه تعرض الإنسان لإصابة في هذه المنطقة. 


■ إن النسيان مضر بالذاكرة ويؤثر عليها سلبا فهو يعيق الإنسان عن التكيف مع العالم الخارجي لعجزه عن إسترجاع ما يحتاجه عند الضرورة لذلك فإن مرض الذاكرة هو النسيان.


■ أما فكريا فأنه يشكل عائقا فكريا يحول دون إدراك الإنسان وتعلمه لأن الإنسان الذي ينسى لا يمكنه تعلم أي شيء مثل الطالب الذي ينسى كل ما حفظه من معلومات يوم الإمتحان فيقف في موقف سلبي أمام الموضوع أو السؤال الذي هو بصدد الإجابة عنه، لذلك يعتبر النسيان في مجال إكتساب العلم والمعرفة عائقا كبيرا للإنسان. 
لذلك يقال "آفة العلوم هو النسيان" ويقال كذلك "نحن ننسى أكثر مما نتعلم".

■ إن النسيان يخلق للإنسان أزمات وإضطرابات نفسية تؤثر على سلوكه فالإنسان الذي ينسى يصبح كثير القلق والإضطراب حيث يؤكد برغسون أن النسيان ذو طبيعة سلبية لأنه مقترن بتلك الصدمات النفسية العنيفة التي تهدد توازن الإنسان. 

 ■ أما إجتماعيا فإن النسيان يدمر الروابط الإجتماعية ويمنع الإنسان من التواصل مع غيره فالإنسان الذي ينسى المواعيد والأشخاص أو يصاب بفقدان الذاكرة أو الزهايمر يصبح عالة على غيره ويؤدي إلى تفكك الروابط التي تربط الفرد بالمجتمع.





النقد :
لا يمكن إنكار ان للنسيان مجموعة من السلبيات على حياة الإنسان إلا أن انصار هذا الموقف بالغوا في رأيهم متجاهلين أن النسيان امر فطري ولد عليه كل شخص، إضافة إلى أن هذه السلبيات هي حالات مرضية إستثنائية لا تشمل كافة الناس ويمكن علاجها، فالذاكرة لا يمكن لها أن تستوعب كل شيء لذلك توجب عليها أن تنسى مالا تحتاجه.
لذلك يقول دولاي "نحن نستطيع التذكر بمجرد ان ننسى"



التركيب :
يمكن القول أن النسيان سلاح ذو حدين لأنه ظاهرة إيجابية وسلبية في الوقت نفسه فهو من ناحية إيجابي ومفيد للذاكرة إذا ما تعلق الأمر بنسيان الحقد و الكراهية والأحداث المؤلمة التي تعتري الحياة الإجتماعية للناس وكذا تجديد الافكار حتى تتماشى مع الواقع المتغير فهو يسمح لذاكرته بإكتساب معلومات ومعارف جديدة، و من ناحية أخرى سلبي ومضر للذاكرة و ذلك عند عجز الإنسان عن إسترجاع ما يحتاجه عند الحاجة ، لذلك فالنسيان ليس حالة طبيعية و لا حالة مرضية دائما فهو ضروري للذاكرة و حارس لها من جهة ومرض عضوي و نفسي يصيبها في بعض الحالات يجب على المصاب به معالجته و الوقاية منه.



حل المشكلة :
نستنتج مما سبق أن النسيان حالة عادية و مرضية، فقيمته تتحدد من قيمة الآثار و الإنعكاسات التي يخلفها على حياة الفرد فهو ضروري للحياة السوية للإنسان نفسيا ، فكريا ،و إجتماعيا فمن خلاله يتجاوز الإنسان أزمات الماضي و يتجه نحو بناء مستقبله من جهة و من جهة أخرى قد يتجاوز أحيانا حدوده الطبيعية فيتحول إلى حالة مرضية تعيق الإنسان و تلحق به الكثير من الأضرار التي ينبغي على الإنسان الإحتياط منها و معالجتها و في الأخير نقول أن النسيان رغم ماله من سلبيات إلا أنه يبقى إحدى الوسائل الضرورية التي تساعد الإنسان على تحقيق التكيف مع العالم الخارجي و حالة طبيعية تفرضها الذاكرة التي لا يمكنها أن تحتفظ إلا بالمهم لذلك يقول جميل صليبا "خير لذاكرتنا أن تكون ملكة نساءة".

بشكل سريع.. 
ايجابيات النسيان :

▪️النسيان يساعد الإنسان في إزالة كل الأحقاد و النزاعات و الصراعات التي نشبت بين الناس.
▪️يساعد ايضا على بعث علاقات جديدة بين البشر وسط جو التسامح و الإنسجام بينهم.
▪️النسيان يساعد على التخفيف من عبئ الذاكرة حتى يجنب صاحبها ضغوطا نفسية و عقلية.
▪️يساعد الذاكرة بإتاحة مكان لإعادة تعبئتها بالمعلومات و الأفكار الجديدة التي تحقق التكيف للإنسان مع عالمه الخارجي.

سلبيات النسيان :
ببساطة النسيان هو فيروس كورونا الذي يشتكي منه جميع التلاميذ والطلبة أثناء التحصيل العلمي خاصة مع المقبلين على اجتياز الباكالوريا امثالكم.

يكفي لهذا اليوم، بالنسبة للاسئلة والمقالات الثلاث المتبقية، فإننا سنجيب عليها في المنشور القادم ان شاء الله.

To be continued

🔴اسئلة خاصة "بالخيال" وهي كالتالي :

4️⃣ماهي طبيعة الخيال؟  او من اين نستمد تصوراتنا التخيلية؟


5️⃣هل الابداع ناتج عن عوامل ذاتية او اجتماعية ؟

🔴السؤال الخاص "بالذاكرة والخيال معاً" :

6️⃣ماهي العلاقة بين الذاكرة والخيال؟ او قارن بين الاثنين؟ 


في الاخير آمل انكم إستفدتم معنا في هذا الشرح السريع والمبسط للجزء الاول من مشكلة الذاكرة والخيال.
انتظرونا في الجزء الثاني
تحياتي ツ💚

💠🔴 BAC Dz 🔴💠
🇩🇿


لاتنسى مشاركة المنشور مع اصدقائك حتى تعم الفائدة جميع من يهمهم الامر.

لتصلك جميع منشوراتنا، تابعنا بواسطة الايمايل الخاص بك

صفحتنا على الفايسبوك 

https://m.facebook.com/BACphilosophy/

الفيسلوف الجزائري

DzPhilo.blogspot.com






هل اعجبك الموضوع :

تعليقات